Admin Admin
عدد المساهمات : 512 تاريخ التسجيل : 04/02/2013 العمر : 38 الموقع : https://albabatwadrwsalthany.yoo7.com
| موضوع: موعد مع الموت الخميس فبراير 28, 2013 12:39 pm | |
| موعد مع الموت
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
أين سوف تذهب بعد حكم الأعدام
"موعد مع الموت" هذه قصة حقيقية بدأت أحداثها في ٢١ تشرين أول ١٩٤٧، بعد أن حكم على الشاب الزنجي أرنيست غيتر بالإعدام على الكرسي الكهربائي في مدينة شيكاغو. وقبل موته ترك الشاب شهادته، التي سيبقى ذكرها طويلاً في المنطقة، وربما سيكون لها أثرها في بلاد أخرى من أوروبا وآسيا وإفريقيا، إذا ما نشرت فيها:
في هذا المساء عند منتصف الليل، سأُعدم كقاتل. ولكنني منذ أن وُضعت في زنزانتي، صار لي وقت للتفكير. ويسرني أن يكون في شهادتي، التي ستنشر اليوم في جريدة شيكاغو تحذيراً للمجرمين.
ليس لي من العمر سوى ٢٣ عاماً، ولكنني معد للكرسي الكهربائي. وأنا سعيد جداً في أن أمثل في حضرة الله قريباً جداً.
في هذا الأسبوع، رأيت حلماً سآخذه معي إلى الكرسي الكهربائي. كنت في طريق السماء ويسوع معي، كنت أمشي أربع خطوات، فيما يسوع يمشي اثنتين فقط. فسألني لماذا أسير سريعاً هكذا؟
فأجبته بأنني على عجلة من أمري، لكي أبلغ السماء. ولما وصلت إلى فوق ألفيتني محاطاً بالملائكة الذين استغرب بعضهم أن يدخل مجرم ملحد الديار السماوية! ولكن هذا ما حدث بالضبط.
قبل كل شيء ألقوا نظرة على ماضيّ، منذ أن كنت طفلاً يحبو. فقد حاول والديّ أن يرسلاني إلى مدرسة الأحد، وإلى الكنيسة. وفي أكثر من مرة أعطياني نقوداً لكي أذهب مع أخواتي الصغيرات إلى هذه الاجتماعات. ولكنني لم أذهب أبداً، بل كنت أقنع أخواتي بعدم إخبار الوالدين بأنني كنت أكذب عليهما وأذهب إلى السينما. عند عودتي إلى البيت كنت أدعي بأنني صرفت الوقت في الكنيسة. وهكذا جعلت والديّ يجهلان كل شيء عن تصرفاتي. كانت الجريمة في نفسي، وكانت الأفلام التي أشاهدها من النوع الذي يزكي النزعة الإجرامية. لقد تعلمت منها بعض الطرق التي تساعد على حبك الخطط، وأنني لأذكر ذلك اليوم، الذي فيه شاهدت فيلماً عنوانه «سرقت مليوناً» فما أن انتهى عرضه حتى اندمجت في القصة وتمنيت لو كنت اللص الذي استولى على المليون.
بعد مشاهدتي ذلك الفيلم قررت أن أتعلم الملاكمة، اعتقاداً بأنني إن صرت قوياً، ستتاح الفرص للتخلص في المواقف الحرجة.
وفي الثامنة عشرة من عمري، أرسلت إلى إصلاحية الأحداث في ولاية ألينيوا، لسبب اشتراكي في عملية سطو مسلح. وفي تشرين الأول من عام ١٩٤١ اعتقلت كَمُتهم في جريمة سرقة. ولكن أطلق سراحي في حزيران ١٩٤٦ بعد تعهدي بالإقلاع عن الإجرام. وقد كانت الفرصة مؤاتية لي فعلاً، لكي أتعلم الدرس فأقلع عن صنع الشر، ولكنني لم أفعل، لأن الجريمة كانت قد تأصلت في دمي.
بعد وقت قصير على خروجي من السجن، داهمت مع اثنين من عصابتنا السيد جاكس بارن في مقصفه غربي مدينة شيكاغو. وحين حاول أن يتناول مسدسه للدفاع عن نفسه وممتلكاته وثبت عليه وأطلقت النار من مسافة قريبة فسقط قتيلاً. فسلبناه الثلاثماية دولاراً التي كانت في جرد مكتبه.
على أثر هذه الجريمة هربت إلى نيويورك ثم إلى أتلانتا، حيث اعتقلني رجال الشرطة وأودعوني السجن. وبعد أسابيع قليلة مثلت أمام محكمة جنايات شيكاغو.
بعد المحاكمة وقف القاضي مُعلناً: لقد وجدت مذنباً، وحكم عليك بالإعدام. وهكذا أُرسلت إلى سجن «دياث روي» الذي هو درب الموت.
منذ أيام وفيما أنا واقف وراء قضبان زنزانتي الحديدية، زارتني سيدة زنجية مثلي. هي فلورا جونس، ودعتني لحضور الاجتماعات الروحية التي تقيمها كنيستها في السجن. فنظرت إليها باحتقار وقلت لها بسخرية:
- «لماذا تريدنني أن أحضر؟
فأنا لا أعتقد حتى بوجود هذا، الذي تسمونه الله!».
ومع أنني قلت هذا بلهجة قاطعة، إلا أنَّ السيدة ما فتئت تلح علي بالدعوة. كنت أحس بأنني خاطئ، ولكنني لم أشأ أن أعرف شيئاً عن الله، حتى لو أنه موجود. ولكن يبدو أنّها عنيدة، إذ لم تلبث أن قالت من وراء القضبان شيئاً آثار اهتمامي:
- «إن كنت لا تؤمن بوجود الله، فعلي أن أطلب إليك أن تحاول فقط هذا الاختبار البسيط. وهو أن تطلب إلى الله في هذه الليلة، قبل النوم أن يعلن لك ذاته في ساعة معينة. وعندئذٍ اسأله أن يغفر لك خطاياك».
كان في كلماتها هذه قوة إيمان عجيب استطاعت أن تؤثر في وجداني، وتدخل اضطراباً في كياني. لم أذهب إلى الاجتماع، الذي دعتني إليه. ولكنني صممت على أن أجري الاختبار. وفيما أنا مضطجع في فراشي غمغمت بهذه الكلمات:
- «يا إلهي إن كنت موجوداً حقاً، فأيقظني في الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين».
في الخارج، كان الشتاء سيد الطبيعة بثلوجه ورياحه العاصفة. أما في الداخل فكان سكون، لا يعكره سوى وقع أقدام الحراس بين هنيهة وأخرى... في ساعات الليل الأولى، استغرقت في النوم. ولكنّ نومي الثقيل هذا، أخذ يخف تدريجياً، إلى أن استيقظت تماماً. كنت أشعر بالحرارة، وجسمي يتصبب عرقاً، مع أنَّ جو الزنزانة كان بارداً جداً... كل شيء كان هادئاً بحيث كنت أسمع وقع خطوات الحارس الوئيدة في الممر. وحين اقترب من زنزانتي، سألته:
- «كم الساعة الآن؟».
- «إنّها الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين»، أجاب وهو ينظر إلى ساعة يده.
ما أن سمعت هذه الكلمات، حتى ارتقص قلبي بعنف في صدري. ولعل سحنتي تغيرت في تلك اللحظة. لأن الحارس بعد أن ألقى علي نظرة فاحصة، توارى وهو يغمغم بكلمات غير مفهومة. وفي عجلته لم يرني وأنا أركع على ركبتي في أرض الزنزانة.
لست أذكر ما قلته لإلهي. ولكنني أعلم بأنني سألته أن يترفق بي ويرحمني، أنا القاتل الجاني. فاستجاب لي، وخلصني في تلك الليلة. ومنذئذ آمنت بيسوع، رباً ومخلصاً.
كنت قد توعدت أحد السجناء بالضرب، في اليوم التالي. ولكن في الصباح كنت إنساناً جديداً صانعاً سلاماً. ولما ذهبت إليه لأعتذر تراجع إلى الوراء وقال:
- «ليست لدي رغبة في القتال معك، لأنك تحسن الملاكمة، وأنا أخشى على نفسي من بطشك».
- «لست أريد القتال»، قلت له بكل لطف. «بل جئت لكي أطلب إليك الصفح عن استفزازاتي الوقحة».
ومع أني كنت صادقاً في ما قلته، إلا أنَّ السجناء تجمعوا حولنا، وعندهم الرغبة في أن يروننا نتقاتل. ولكنهم خابوا في رغائبهم، لأن الذي خلصني من آثامي، جردني أيضاً من رغبتي في المشاكسة والاقتتال.
بعد قليل سرت إشاعة في السجن، بأنني انصرفت إلى التأملات الروحية، محاولة مني لكسب العطف، لكيلا أذهب إلى الكرسي الكهربائي. ومع أنًّ هذا الأمر، لم يكن في حسباني، فقد رُفعت قضيتي إلى محكمة إلينيوا العليا. ولكن المحكمة أصدرت تأييداً لحكم الموت الذي صدر علي. وهذا التأكيد مع أنه آلمني كثيراً، إلا أنه لم يؤثر على إيماني.
إنني عالم وموقن الآن، بأن هذا الإيمان، سيذهب معي إلى الموت. ولهذا لست بخائف من الموت، كما ترون. بيد أنني قبل موتي أريد أن أترك رسالة للشبان:
- يا شبان العالم في كل مكان! اخدموا المسيح، فيما أنتم بعد أحداثاً. اسلكوا طريق البر، وهو سيحفظكم في الصلاة المباركة المستقيمه.
حين يبدأ أحد بالقتل، يغلب على أمره. ويصبح الإفلات من قبضة نزعة الجريمة صعباً جداً، إن لم يكن مستحيلاً. ممارسة الجريمة مثل ممارسة التدخين، أو التعود على احتساء المسكر، بحيث يصبح الممارس عبداً لا يستطيع التحرر من نير عبوديته.
حين ستقرأون قصتي هذه أكون قد مت. ولكن أسألكم برأفة الله، أن تقبلوا نصيحتي وهي نصيحة عظمى تعلمتها من الإنجيل:
«إِنَّ أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ ٱللّٰهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا»
(رومية ٦: ٢٣). هذه حقيقة اكتشفتها، وتأكدت تماماً من صحتها. | |
|